عمر والكيبيوتر

عمر والكيبيوتر

الثلاثاء، 12 يناير 2010

الشعير



التلبينة " وصية نبوية.. وحقيقة علمية

ثمة أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة.. لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية ندوس عليها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة.. مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا. ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة.. كنز التلبينة !! وهي حساء يُعمل من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء ، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق ، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل . سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقته ا. وقد ذكرت السيدة ‏عائشة رضي الله عنها أن النبي علية الصلاة والسلام أوصى بالتداوي والاستطباب بالتلبينة قائلا: " التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن " صحيح البخاري. ومن المذهل حقا أن نرصد التطابق الدقيق بين ما ورد في فضل التلبينة على لسان نبي الرحمة وطبيب الإنسانية وما أظهرته التقارير العلمية الحديثة التي توصي بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي ؛ لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية .
أهم الأحاديث الواردة في الموضوع: 1ـ روى الترمذي بسنده عن سليم بن عامر سمعه أبو أمامه يقول: "ما كان يفضل عن أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خبز الشعير". 2ـ روى الإمام أحمد عن عروة عن عائشة رضي الله عنه أنها قالت: "ولا أكل صلى الله عليه وسلم خبزًا منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قبض". 3ـ في الصحيحين من حديث عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميت من أهلها واجتمع لذلك النساء ثم تفرقن إلى أهلهن أمرت بِبُرمة من تلبينة فطبخت وصنعت ثريدًا ثم صبت التلبينة عليه، ثم قالت: كلوا منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن". 4ـ روي ابن ماجه من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أخذ أحدًا من أهله الوعك أمر بالحساء من شعير فصنع، ثم أمرهم فحسوا منه ثم يقول: "إنه يرتو فؤاد الحزين، ويسرو فؤاد السقيم، كما تسرو إحداكن الوسخ بالماء عن وجهها". أخرجه ابن ماجه في الطب باب التلبينة، والترمذي باب ما يطعم المريض، وقال: حسن صحيح. 5ـ في السنة من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالبغيض النافع التلبين"، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى أحد من أهله لم تزل البُرمة على النار حتى ينتهي أحد طرفيه يعني يبرأ أو يموت. أخرجه ابن ماجه وأحمد، وفي سنده جهالة، وله شواهد. 6ـ وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قيل له إن فلانًا وجعٌ لا يطعم الطعام قال: "عليكم بالتلبينة فحسوه إياها"، ويقول: "والذي نفسي بيده إنها تغسل بطن أحدكم كما تغسل إحداكن وجهها من الوسخ". أشارت هذه الأحاديث إلى استعمال حبوب الشعير غذاء ودواء فقد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم لأهل بيته خبزًا، وأمر به للمريض الذي لا يطعم الطعام، وأمر به للحزين، وإصلاح فؤاد المريض، وأمر به للمبطون فإن حساء الشعير يغسل بطن المريض. ويرتو فؤاد الحزين، ويسرو فؤاد السقيم.

تخفض الكولسترول وتعالج القلب أثبتت الدراسات العلمية فاعلية حبوب الشعير الفائقة في تقليل مستويات الكولسترول في الدم من خلال عدة عمليات حيوية ، تتمثل فيما يلي: - أ - تتحد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكولسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم. - ب- ينتج عن تخمر الألياف المنحلة في القولون أحماض دسمة تمتص من القولون ، وتتداخل مع استقلاب الكولسترول فتعيق ارتفاع نسبته في الدم . - ج - تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على خفض معدلات الكولسترول في الدم ، ورفع القدرة المناعية للجسم مثل مادة "بتا جلوكان" B-Glucan والتي يعتبر وجودها ونسبتها في المادة الغذائية محددا لمدى أهميتها وقيمتها الغذائية . - د- تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات "هاء" Tocotrienol التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول ، ولهذا السبب تشير الدلائل العلمية إلى أهمية فيتامين "هاء" الذي طالما عرفت قيمته لصحة القلوب إذا تم تناوله بكميات كبيرة. وعلى هذا النحو يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية ؛ إذ تحمي الشرايين من التصلب - خاصة شرايين القلب التاجية - فتقي من التعرض لآلام الذبحة الصدرية وأعراض نقص التروية (Ischemia)، واحتشاء عضلة القلب ( Heart Infarction). أما المصابون فعليا بهذه العلل الوعائية والقلبية فتساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم حالتهم المرضية . وهذا يظهر الإعجاز في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "التلبينة مجمة لفؤاد المريض.."، ومجمة لفؤاد المريض أي مريحة لقلب المريض!!
علاج للاكتئاب كان الأطباء النفسيين في الماضي يعتمدون على التحليل النفسي ونظرياته في تشخيص الأمراض النفسية ، واليوم مع التقدم الهائل في العلوم الطبية يفسر أطباء المخ والأعصاب الاكتئاب على أنه خلل كيميائي.. كما يثبت العلم الحديث وجود مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الاكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها... وهذه المواد تجتمع في حبة الشعير الحنونة التي وصفها نبي الرحمة بأنها "تذهب ببعض الحزن". ولتوضيح كيف تؤثر المواد التي يحويها الشعير في الاكتئاب، وتخفف من حدته نذكر

أهم تلك المواد المضادة للاكتئاب والموجودة في الشعير، ومنها: - المعادن: فتشير الدراسات العلمية إلى أن المعادن مثل البوتاسيوم والماغنسيوم لها تأثير على الموصلات العصبية التي تساعد على التخفيف من حالات الاكتئاب ، وفي حالة نقص البوتاسيوم يزداد شعور الإنسان بالاكتئاب والحزن ، ويجعله سريع الغضب والانفعال والعصبية. وحيث إن حبة الشعير تحتوي على عنصري البوتاسيوم والماغنسيوم ، فالتلبينة تصلح لعلاج الاكتئاب ، ويلاحظ هنا أن الدراسات العلمية تستخدم كلمة "التخفيف من حالات الاكتئاب"، ونجد ما يقابلها في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تذهب ببعض الحزن"، وهذه دلالة واضحة على دقة التعبير النبوي الذي أوتي جوامع الكلم . - فيتامين "B": فقد يكون أحد مسببات أعراض الاكتئاب هو التأخر في العملية الفسيولوجية لتوصيل نبضات الأعصاب الكهربية ، وهذا بسبب نقص فيتامين "B"؛ لذلك ينصح مريض الاكتئاب بزيادة الكمية المأخوذة من بعض المنتجات التي تحتوي على هذا الفيتامين كالشعير . - مضادات الأكسدة: حيث يساعد إعطاء جرعات مكثفة من حساء التلبينة الغنية بمضادات الأكسدة ( فيتامين E و A) في شفاء حالات الاكتئاب لدى المسنين في فترة زمنية قصيرة تتراوح من شهر إلى شهرين. - الأحماض الأمينية: يحتوي الشعير على الحمض الأميني تريبتوفان Tryptophan الذي يسهم في التخليق الحيوي لإحدى الناقلات العصبية وهي السيروتونين Serotonin التي تؤثر بشكل بارز في الحالة النفسية والمزاجية الإنسان.
علاج للسرطان وتأخر الشيخوخة تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E وA)، وقد توصلت الدراسات الحديثة إلى أن مضادات الأكسدة يمكنها منع وإصلاح أي تلف بالخلايا يكون بادئا أو محرضا على نشوء ورم خبيث؛ إذ تلعب مضادات الأكسدة دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة (Free radicals) التي تدمر الأغشية الخلوية ، وتدمر الحمض النووي DNA، وقد تكون المتهم الرئيسي في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب، بل وحتى عملية الشيخوخة نفسها. ويؤيد حوالي 9 من كل 10 أطباء دور مضادات الأكسدة في مقاومة الأمراض والحفاظ على الأغشية الخلوية وإبطاء عملية الشيخوخة وتأخير حدوث مرض الزهايمر . وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار، والميلاتونين هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين . وترجع أهمية هرمون الميلاتونين إلى قدرته على الوقاية من أمراض القلب ، وخفض نسبة الكولسترول في الدم ، كما يعمل على خفض ضغط الدم ، وله علاقة أيضا بالشلل الرعاش عند كبار السن والوقاية منه ، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم ، كما يعمل على تأخير ظهور أعراض الشيخوخة ، كما أنه أيضا له دور مهم في تنظيم النوم والاستيقاظ .
علاج ارتفاع السكر والضغط تحتوي الألياف المنحلة ( القابلة للذوبان ) في الشعير على صموغ "بكتينات" تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وامتصاص المواد الغذائية في الأطعمة ؛ فتنظم انسياب هذه المواد في الدم وعلى رأسها السكريات ؛ مما ينظم انسياب السكر في الدم ، ويمنع ارتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء . ويعضد هذا التأثير الحميد للشعير على سكر الدم أن عموم الأطعمة الغنية بالألياف - منحلة وغير منحلة - فقيرة الدسم وقليلة السعرات الحرارية في معظمها ، بينما لها تأثير مالئ يقلل من اندفاعنا لتناول الأطعمة الدسمة والنهم للنشويات الغنية بالسعرات الحرارية. ولأن المصابين بداء السكري أكثر عرضة لتفاقم مرض القلب الإكليلي ؛ فإن التلبينة الغنية بالألياف تقدم لهم وقاية مزدوجة لمنع تفاقم داء السكري من ناحية والحول دون مضاعفاته الوعائية والقلبية من ناحية أخرى.. وهكذا يمكننا القول بثقة إن احتساء التلبينة بانتظام يساعد المرضى الذين يعانون من ارتفاع السكر في دمهم . كما أكدت الأبحاث أن تناول الأطعمة التي تحتوي على عنصر البوتاسيوم تقي من الإصابة من ارتفاع ضغط الدم، ويحتوي الشعير على عنصر البوتاسيوم الذي يخلق توازنا بين الملح والمياه داخل الخلية. كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول، ومن المعروف أن الأدوية التي تعمل على إدرار البول من أشهر الأدوية المستعملة لعلاج مرضى ارتفاع ضغط الدم .
ملين ومهدئ للقولون والجدير بالذكر أن الشعير غني بالألياف غير المنحلة وهي التي لا تنحل مع الماء داخل القناة الهضمية ، لكنها تمتص منه كميات كبيرة وتحبسه داخلها ؛ فتزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها ؛ مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون ، وهكذا تعمل الألياف غير المنحلة الموجودة في الحبوب الكاملة (غير المقشورة) وفي نخالة الشعير على التنشيط المباشر للحركة الدودية للأمعاء ؛ وهو ما يدعم عملية التخلص من الفضلات . كما تعمل الألياف المنحلة باتجاه نفس الهدف ؛ إذ تتخمر هلامات الألياف المنحلة بدرجات متفاوتة بواسطة بكتيريا القولون ؛ مما يزيد من كتلة الفضلات ، وينشط الأمعاء الغليظة ؛ وبالتالي يسرع ويسهل عملية التخلص من الفضلات. وأظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون ؛ حيث استقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المتسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت احتمالات الإصابة بالأورام السرطانية، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير. وفي النهاية نقول: إنه إذا كان كثير من الناس يتحولون اليوم من العلاج الدوائي إلى الطب الشعبي والتقليدي.. فإن من الناس أيضا من يتحول إلى الطب النبوي ، وهم لا يرون فيه مجرد طريقة للحصول على الشفاء.. بل يرون فيه سبيلا للفوز بمحبة الله وفرصة لمغفرة
الذنوب { قُلْ إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}.. وهكذا يصبح للتداوي مبررات أخرى أعظم من الشفاء ذاته .
الشعير وتقوية جهاز المناعة أظهرت الدراسات التجريبية على الحيوانات أن "بيتا جلوكان" وهو أحد مكونات الشعير ـ ينشط كرات الدم البيضاء؛ وهي أحد آليات جهاز المناعة الهام لحماية الجسم من أخطار الكائنات الدقيقة الممرضة والتخلص من السموم والخلايا المصابة. كما وجد أن "البيتا جلوكان" يسرع شفاء النسيج التالف، ويحفز العناصر الأخرى لجهاز المناعة. وينصح الآن بهذه المادة كممل غذائي لتحسين جهاز المناعة في جسم الإنسان، وهذا يتوافق مع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في وصف التلبينة للمرضى أثناء فترة مرضهم؛ مما يثبت يقينًا أن كلامه صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر خارج من مشكاة النبوة. وصدق الله القائل: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى[3]إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} [النجم:3ـ4] .
الشعير :أن الشعير يماثل القمح بقدرته الغذائية غير أنه عسير الهضم لكثرة الألياف ويحتاج إلى معدة قوية وهضم جيد . يستفيد منه المجهدون والعمال والفتيان , يتميز عن القمح بما فيه من المواد المعدنية الهامة كالفسفور والكلس والبوتاس. عند الحاجة يمزج دقيق الشعير مع دقيق القمح فيكون غذاء ممتازا غير أن طعمه ليس مقبولاً كالخبز المصنوع من القمح يدخل الشعير في صنع الأشربة المشهورة ( كالبيرة (

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق