عمر والكيبيوتر

عمر والكيبيوتر

الأربعاء، 20 يناير 2010

العلاج بالنحاس


العلاج بالنحاس

تغافل الإنسان عن النحاس منذ نجاحه في صناعة العقاقير الكيمائية ، وتذكره اليوم .... فاليوم نجد في كثير من صيدليات أوروبا نماذج لأقراص رقيقة وأساور من نحاس معها إرشادات طبية مطبوعة وموثقة ، وفي الشوارع نلمح رجالا ونساء تلتف حول معاصمهم أساور النحاس ، وفي الدليل الدوائي الفرنسي نستطيع أن نحصي عشرين نوعا من العلاج جوهرها النحاس ، فقد صار العلاج بالنحاس أركانه المتينة في معامل البحث العلمي ، ففي إحدى الجامعات الكبرى بأوروبا الشرقية ، تأسس مع بداية الثمانيات قسم كامل لدراسة مواضيع مثل كهربية الجسم ، والمستقبلات العصبية الإضافية للجلد ، وإمكانيات المعالجة بالمعادن وعلي رأسها النحاس وبالتحديد استخدام شرائح النحاس الأحمر للعلاج علي الجلد ، بالتدليك أو الملامسة أو التثبيت إلي غير ذلك !

الطب البديل .. طب شرقي قديم كلي النظرة يري الإنسان ككون مصغر يسبح في أكوان أكبر ، ومن ثم لا يكون هناك علاجا صحيحا ، إلا باحترام بيئة الكون الصغير والكون الأكبر من حوله ، لهذا نجح الطب البديل الذي يستخدم مواد الطبيعة البكر كالنباتات والمعادن ، والمياه ويستنفر الكامن من طاقات الإنسان بوسائل طبيعية كالتنفس ، وتركيز الفكر ، وحتى ليتوافق مع العقل الغربي نظموا له علما يسمي علم المناعة النفسي العصبي ، وهو علم يدرس وسائل الطب البديل بمفاهيم الطب المعاصر المتعلقة بالنفس والأعصاب والجهاز المناعي ، ويقف النحاس اليوم في المقدمة .....

دور النحاس العلاجي عبر ملامسته للجلد ليس اكتشافا جديدا ، لكن الجديد هو إعادة بحثه ، وتوسيع مجاله ، بما صار متوافرا تحت يد الإنسان من معارف وتقنيات جديدة لعلها تكون الوسيلة لإنقاذ التكنولوجيا من نفسها ، وإنقاذ عالمنا بالعود المحمود إلي المنابع القديمة لتطهيرها والارتواء منها مجددا . وبهذا المنطق تجري دراسة الاستخدام الموضعي لمعدن النحاس ، ولقد ثبتت عدة حقائق من أهمها أن مجرد ملاصقة النحاس للجلد يولد تيارا كهربائيا دقيقا جدا ، مثل التيار المتولد في الحد الفاصل عند تلامس وسطين مختلفين موصلين للكهرباء ، ثم تبين أن النحاس علي الجلد يعمل كقطب سالب لهذا يعطي شحنة مقوية ومحفزة ، بينما الفضة تعمل كقطب موجب لهذا تعطي شحنة مهدئة .

ويعزى هذا التأثير في النحاس خاصة عندما يعمل إلي سهولة حركة الكتروناته الحرة مولدة تيار دقيق ، هذا التيار الدقيق المتولد علي الجلد يثير المستقبلات العصبية التي تنقل الرسالة الكهربائية عبر الأعصاب والحبل الشوكى إلي المراكز العليا في المخ ، فيتكون الرد علي الرسالة ويحدث تفاعل منعكسي في العضو أو المنطقة المرتبطة بالمنطقة المثارة علي الجلد ، وتنبعث الطاقة الكامنة لرد المرض عن هذا العضو أو من هذه المنطقة ، ويشبه هذا التفسير العلمي الحديث للوخز بالإبر الصينية حتي لقد سموا العلاج الموضعي بالنحاس { الوخز بإختلاف الجهود الكهربائية }

إن هذا التفسير الكهربائي للعلاج بالنحاس أكدته وصاحبته ظاهرة مثيرة هي أنهم عندما كانوا يضعون الأقراص النحاسية علي الجلد تحت أربطة لتثبيتها فوجئوا في بعض الأحيان وبعد نزع الأربطة مع مضي بعض الوقت بأن الأقراص تحركت من مواضعها ، ولقد فسر الأطباء الروس هذه الظاهرة علي أساس تباين التأثير الكهربائي لمختلف مناطق الجسم ، عادة يتحرك القرص صوب الموضع الأكثر مرضا ليعيد تعمير هذا الموضع بالكهرباء الأستاتيكية ، ويمكن في هذة الحالة أن يقع القرص من تلقاء نفسه عن الجلد ، وهذا التفسير لعمل أقراص النحاس ينطبق أيضا علي عمل الأساور النحاسية المنتشرة عالميا ، أو الرقائق التي يستخدمها الفرنسيون ، أو كريات اليابانيين المستخدمة في العلاج المسمي تسوبو . إضافة لهذا التأثير الكهربائي المنعكسي فقد ثبت أخيرا أن الجلد لدية القدرة علي امتصاص القليل من النحاسي الموضوع علية يعرق .

علاج ومحاذير
يعالج النحاس إجهاد العضلات وتقلصها ، والصداع والوهن العصبي ، وآلام العضلات والأعصاب الطرفية المزمن ، وإلتهاب جذور الأعصاب ، التهاب المفاصل الروماتيزمي ، والتهاب بطانة الشرايين ، إضافة للدور الوقائي من التهابات الجهازين التنفسي والهضمي .
ويجب أن نعرف أن النتيجة لن تكون واحدة لكل الناس فهي إيجابية عندما يكون هناك احتياج لهذا العنصر ، ويمكن معرفة ذلك بأجراء اختبار بسيط تلتصق فيه رقيقة من النحاس علي الجلد وتترك لمدة6-8 ساعات علي مكان العلاج ثم ترفع وينظر علي الأثر الذي تتركة الرقيقة ، فإذا كان بقعة داكنة فهذا يشير إلي إمكان العلاج بالنحاس ، وعموما لا ينبغي إلصاق الأقراص أكثر من يومين علي الجلد ، أما الأساور فننصح بخلعها ليلا حتي لا تسبب الأرق أو التوتر في بعض الحالات ، والمواضع التي يلصق عليها النحاس ينبغي أن يحددها مختص يعرف خريطة النقاط الحيوية ، ومناطق الانعكاس ، لإحداث الأثر المطلوب ، وللمتابعة والتدخل عند الضرورة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق