عمر والكيبيوتر

عمر والكيبيوتر

الاثنين، 18 يناير 2010

عصا الأستكشاف

عصا الاستكشاف
كنت برفقة الأب مخالي من دير سانت كاترين بجنوب سيناء في مهمة للبحث عن المياه الخفية الموجودة بباطن الأرض ، وعند مرورنا بحجر موسى بوادي الأربعين ، الذي يقال عنة انه الحجر الذي ضربه سيدنا موسى عليه السلام بعصاه فخرجت منه اثنتا عشرة عينا ، مكثنا قليلا للدعاء لكي يوفقنا الله لاستكشاف المياه الجوفية وعندما انتبهت إلي إننا نسير معا ولكل منا أدواته التي يستخدمها للبحث عن المياه فلقد كنت أستخدم التقنيات الهيدروجيولوجية الحديثة للتنقيب عن المياه وذلك بحكم تخصصي وكانت مع الأب مخالي عصاتان من المعدن يمسكهما بكلتا يديه ويسير يهما علي الأرض وعندما تهتز بين يديه يعيد السير في نفس المكان للتأكد من المكان الذي حدده وعندما يقول أن هناك أحتمالا كبيرا لوجود الماء بهذا المكان وعندما أبدأ في تطبيق تقنياتي وعند التأكد يتم الحفر .
وهذه العصا كان يستخدمها الإنسان منذ القدم للبحث عن المياه الجوفية وكذلك عن المعادن ، وكانت عبارة عن عصا من الخشب ذات شعبتين ، وبمجرد أن تأتي فوق الشيء المراد البحث عنه فإنها تهتز بين يده ، ولا أحد يعرف حتي الآن ما هو السبب الذي يجعل العصا تهتز بين يدي المستكشف ، وعند عودتي من العمل الحقلي تذكرت كتاب كولن ولسن ( الإنسان وقواه الخفية ) وأرجعت السبب إلي تلك القوى الخفية التي كان يمتلكها الإنسان منذ بدء الخليقة ، حيث كانت له قدرات عديدة متقدة ولكنها مع التطور الحضاري أخذت تخبو حتي كادت تتلاشي ويحتفظ بها القليل من الأفراد في أماكن منعزلة من العالم ، ولكن هذا التفسير لم يرض حاستي العلمية ، حيث أن هذه الطريقة غير التقليدية للبحث عن المعادن والماء ما زالت حتي وقتنا هذا في العديد من دول العالم المتقدم مثل أمريكا وألمانيا .
ولقد تم تنفيذ مشروع للتعاون بين مصر وألمانيا في مطلع التسعينات لتجربة هذه الطريقة للتنقيب عن المياه في شمال سيناء ووسط سيناء ، وأثبتت التجربة نجاحا كبيرا ، وأنني إذ أكتب من خلال ( بريد الأهرام ) المحترم لكي أدعو علماء الجيوفيزياء والبيوفيزياء بمصر إلي التعاون فيما بينهم لعلهم يخرجون علينا بحقوق ملكية فكرية مصرية توضح للعالم طبيعة المجال الذي يؤثر علي جسم الإنسان المستكشف وعصاه ، كما أننا نود أن نعرف جميع من يعملون في هذه المهنة حتي الآن ( من غير الأدعياء ) بمنطقتنا العربية لعلنا نستطيع إحصاء عددهم .
د . كمال غديف
مدير مركز أبحاث البيئة بعلوم قناة السويس
هذه المقالة منشورة في بريد الأهرام بجريدة الأهرام القاهرية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق